النفسية تحت الصفر .. المزاج "عفيسة" .. عدمُ رغبةٍ مُلِحّة في الحديث مع الآخرين .. أراني أركُنُ إلى السكون كثيرًا على غير العادة ..!
إحساس غريب .. شعور بالغثيان .. رغبة شديدة في الانطواء على نفسي .. بل أنا فعلاً منطوية على نفسي في هذه الفترة أكاد لا أخرج من قوقعة تـُسمّى "غرفتي" .. !
ملل .. وملل شديد .. لا أكاد أطيقه .. وما الغرابة في ذلك ؟؟ وكيف لا أشعر بالملل وأنا جالسة طوال الوقت بين جدران هذه الغرفة الصفراء ؟!! وليتني أجلس لأمارس شيئًا جميلاً !! يا للكآبة .. أن يُصبح الكتابُ المدرسيّ جليسك طوال اليوم .. أمر يدعو للكآبة بحق وحقيقة >< ..
إحساس بالفقد ينتابني .. شيءٌ ما أفتقده ولا أعلم ماهيته .. ! لربما .. لربما أفقتد جلوسي مع الآخرين والحديث معهم ..!
من غرفة الجلوس يأتيني صوتهم ..أو من غرفة أبي وأمي .. مجتمعين هناك أمام التلفاز يتحادثون ويتضاحكون .. كم أودّ الخروج .. ولكن =/ ... ااااااه تبًا .. ما هذه الدراسة التي تحرمنا من لمّ الشمل الأسري .. !!؟
عُذرًا أسرتي .. كم أود لو أني بينكم وإلى جانبكم أستمع حديثكم وأشارككم نقاشكم .. ولكن .. عُذريَ البغيضُ معي وها هو موضوعٌ على مكتبي .. مفتوح على مصراعيه مليءٌ بالخطوط والألوان المُضيئة والخربشات التي قد يكون لها معنىً وقد لا يكون !!
أشعر بالنعاس .. أحس أني ثقيلة .. جدًا ثقيلة .. أترك ذلك المكتب لألقي بنفسي على الفراش .. أنا أضيع الوقت دون فائدة .. دون نومٍ ودون دراسة .. ولكن ما العمل ؟؟! لا رغبة لي في الدراسة .. بل شعورٌ بعدم الاستطاعة .. ضغوطٌ كبيرة أشعر بها تمسك برأسي لتضغطه من جميع جوانبه .. أصارعها بشدة وأقوم بالنهوض ..
حمامٌ دافئٌ كفيلٌ بإبعاد كل تلك الشحنات السلبية التي تحيط بي من كل مكان .. ياااااه .. أشعر بالانتعاش .. ما أجمل السباحة :)
رغم الحر الشديد .. أتجه نحو الدولاب لأخرج رداءً ثقيلاً لا ألبسه حتى في أيام الشتاء البارد .. ! أخرجه لأتدثر به .. ثم ألتقط ذاك الغطاء الصوفي الثقيل .. أتلحفه ثم أعاود الجلوسَ على مكتبي الخشبيّ .. وأكمل مُصاحبتي لكتابي الجميل .. والجميل جدًا ^^
أنا فعلاً أشعر بالبرد .. ! أشعر به ينخر عظامَ جسمي بشدة .. يا إلهي .. هل أنا مريضة ؟!!
وجهٌ شاحبٌ مُصْـفر .. أحدق إليه من المرآة بغرابة .. ما باله هكذا ؟!!
أعشق الهدوء وأمقت كل صاخب .. !
إخوتي .. أرجوكم لا تصرخوا لأجل مباريات كأس العالم .. فالأمر حقًا يدعو للإزعاج .. !!
لا أجد طعمًا لشيء .. الأشياء الجميلة التي أحبها .. امممم .. لم تعد بذاك الجمال =/
حتى الشبكة العنكبوتية التي أحبها .. البريد الإلكتروني .. أدخل دون ظهورٍ لاتصالي .. لا رغبة لي في الحديث مع أحد .. !
صوت الهاتف النقال بات يُزعجني .. هلا كففتَ عن الرنين إذا سمحت ؟!!
وحتى الرسائل القصيرة .. لم أعد أستطيع الرد كما سابقًا .. أقرأ بعضها بسكون .. ابتسامةٌ باردة .. وأعيد الهاتف إلى مكانه حيث كان .. !
تلك الرزنامة المُقيتة .. سأمزقها إربًا إربًا .. !!
ما الجدوى من رؤيتها بين الفينة والأخرى ؟؟!! هل هي المدة ستقصر ؟؟ أم هي الأيام ستتداخل ببعضها وتتلاصق فتندمج .. فيحين وقت التخرج أسرع ؟!!
الشهيق العميق .. وإطلاق زفرةٍ حارة .. أمرٌ أحتاجه بشدة .. أشعر بالراحة بعضَ الشيء :)
في الصباح الباكر .. أنهض والتفاؤل يتوشحني .. أزيل ذاك الستار من على النافذة .. لأرمق منظرَ حارَتنا يلفها السكون من كل صوب .. حتى إنني أشعر بأني الوحيدة المستيقظة في هذا الصباح .. !
كوبٌ من الحليب الدافئ .. يُعطيني بعضًا من النشاط .. وأبي يجلس بمحاذاتي يتصفح تلك الجريدة التي كنت سابقًا حريصةً على قراءتها كل صباح .. حتى وجدتُ نفسي اليوم غيرَ آبهةٍ بمداومة قراءتها .. لا وقت .. لا وقت !!!
.
.
.
.
أنا أتحسس كل شيءٍ حولي بتلك النظرات الباردة .. في ذلك المبنى الشاهق المترامي الأركان .. أرمُق الساحة التي يرتكز فيها العلم خفاقًا .. وأتذكر >>
[ في ساحةٍ للعَـلم كُنّا نلتقي ] .. =")
أفِعلاً سأودعكنّ ؟!!
أتأمل تلك الوجوه .. وهاتيكَ الضحَكات .. وتلك الأيام الجميلة التي عشناها سويًا .. منذ أن كنا في الابتدائية ونحن سويًا ,, فهل يا تُرى يحين الفراق بمنتهى هذه السهولة ؟؟ وبين ليلةٍ وضحاها ؟!!
ثمّ .. أفِعلاً ستنقطع تلك العلاقة ؟؟ وتكون محض ذكرى تـُخلّدُها الأيام حينًا ثم ما نلبث أن ننساها بمرور عجلةِ الحياة ؟!!
ولِمَ أنا كثيرة التفكير ؟!! عيشي "اللحظةَ" يا نبض .. لا داعي لكل هذا .. !
فهو بحق .. مُتعِب ..!
---
عُذرًا .. ولكنها رغبةٌ في الثرثرة .. وتنفيسٌ للقلب عمّا حواه .. لا أكثر ..!
شكرًا لحُسن الإنصات ^^
=")