الاثنين، 30 نوفمبر 2009

خُـلِقتُ أنثى .. لأكون كذلك !!


إنها تقف هناك .. في المروج الخضراء .. جميلة كما البدر .. رقيقة كما النسيم ..

شعرها متناثر على مُحياها المشرق .. يُداعبه الهواء فيترامى على وجهها حاجباً الرؤية عن عينيها ..

فتمتد يداها الناعمتان لتبعد تلك الخصل عن وجهها ..

ابتسامة عذبة طغت على ذلك الوجه المشرق .. فأكسبته رونقاً جذاباً .. وسحراً بديعاً .. وبهاءً خالصاً .. !

لا تسألوا عن مشيتها .. فحتى الغزال لا يكاد يُجاريها في ذلك ..

اختصاراً .. عند رؤيتها من بعيد .. يجزم الجميعُ بأنها [ فــتـــاة ] .. !!


_ _ _


نَراهُنّ اليوم .. خلف أسوار المدرسة .. فتيات .. وليسوا كذلك .. !

تمعُّن في الاسم .. تدقيقٌ وتشكيك .. عينانٌ منّي مُبَحلقـتان .. نظرةٌ إلى ذلك الوجه .. تُظهرُ عكس ذلك .. !!

فلا الشعر .. و لا المظهر .. ولا اللباس .. ولا الحركات .. ولا المشية ..

توحي بأن الواقفة أمامي فتاة .. !!

بـتـاتاً .. صوتٌ ثخين .. مشية مسترجلة .. شَعرٌ قصيرٌ جداً كما الرجال .. و أشياء أخرى أعجز عن ذكرها خجلاً !!


_ _ _


لِــمَ ؟!


استغلو المراهقة خطاً و جُرماً .. فجّروا طاقاتهن في غير موضعها .. أردنَ لفت الانتباه فحسب .. !!

كُنّ يبحثن عن السعادة من بين مشاكلهن الأسرية .. وتربيتهن العوجاء .. ففتحن البابَ الخطأ .. و ألقَيْنَ بنظرة إلى الداخل .. فإذا هي غرفة مظلمة موحشة .. دفعهن الفضولُ لاستكشافها .. فـضِعنَ فيها و تهنَ !

مساكين .. ظننَ السعادةَ هناك .. وحينما اقتحمنَ تلك الغرفة المظلمة .. تلبدهُنّ الظلامُ الدامس .. فلم يُبصرنَ سوى الغشاوات !

وبعد أن تمرّسنَ العيشَ في ذلك المكان .. أصبح من الصعب عليهن فراقه .. !!

أصبحن يجدن التلذذ كله في اقتراف كل قبيح .. فلا النصحُ باتَ مُجدٍ معهن .. ولا النورُ قد وجد طريقه إلى قلوبهن .. إلا من رحم ربي !


_ _ _


لا أظن أنّ هنالك ما هو أجمل من العيش في كنف الأنوثة .. كفتيات رقيقات .. خلقنا اللهُ على طبيعتنا الجميلة ..

فائضاتٍ بالمشاعر .. مفعماتٍ بالأحاسيس .. كزهور جميلة تتراقصُ وتتمايل بخفة .. كلما هَـبّـتْ عليها نسائمُ الربيع الباردة ..


هـكـذا خُــلـِــقـــت .. و هــكــــذا أحبّ أن أكــــــــون =)


منشورة لي في جريدة الوطن

بتاريخ 5 جمادى الآخرة 1430 ه

29 مايو 2009 م

الثلاثاء، 24 نوفمبر 2009

أستشعرُها .. فأتأمّل .. !


الساعة الثامنة صباحاً .. كنت في أروقة المستشفى برفقة أحدهم لإجراء بعض الفحوصات ..

أرشدنا موظف الاستقبال إلى حيث يجب أن نذهب للإنجاز ما أتينا لأجله ..

ذهبنا للجناح المطلوب .. أخذنا رقماً و جلسنا ننتظر ..

الانتظارُ يُـشعرني بالملل .. بدأتُ أتأملُ المارّة من المرضى .. !

يَـمُـرّ علينا شيخٌ كبير محمولاً على سرير متحرك .. يُنقل إلى حيث سيتم علاجه .. يُمسكُ رأسه متأملاً .. و كأنه غير قادر على الحراك .. !

كم آلَمَني منظرُه .. !

و أخرى تمُرّ علينا جالسةً على كرسيّ متحرك .. و آخر قد ضُـمّـدَ جانبٌ من رأسه بضمادات ..

و آخرون كُثر .. كل منهم قد ابتـُـليَ بمرض مختلف ..

عسى اللهُ أن يشفي الجميع ..


_ _ _


و أنا جالسةٌ هكذا أتأمل المارّة .. راودني إحساسٌ غريب .. !

أحسستُ بأننا في نـــعـــيــــم و صحة قد افتقدها كثيرون .. وكثيرون راحوا يبحثون عن الشفاء في أروقة المستشفيات ..

بينما نحن - ولله الحمد و المنّة - قد حبانا اللهُ بصحةٍ و عافيةٍ لستُ أدري حقاً إن كنا قد قدّرنا لها قيمةً أو أحسنّا لها شكراً .. !


_ _ _


حينما يُجزلُ الرّبُ - سبحانه - علينا بالنعم ..

فنقوم - بجهالةٍ منا أو بنسيان أو بحُكم الهوى - بـصَرْفِ هذه النعمة في معصيته سبحانه ..

فبئسَ الصنيعُ صنيعنا .. !


_ _ _


بحاجةٍ إلى استشعار قيمة ما نملك .. :]

فـنحن في نعيم يتمناهُ الكثيرُ ممّن منهُ حُـرم .. !


دُمتمـ بـمَـوْفور الصحة و العافية =)

الخميس، 12 نوفمبر 2009

أنا .. و الأمنية الموصَدة .. !


في ليلة مقمرة .. سهرتُ و النسيم .. نرقبُ البدرَ ونتسامر ..

يُداعبني ببرودة هوائه يهوي على وجهي .. فأغمض عيني وكأني أتفادى ملامسته إياها ..

كي لا ينفجر ينبوع الدموع من المُقَل .. متضايقاً من هواءٍ اقتحمَ جوّه .. و عكّرَ عليه صفوَه .. !

قبعتُ أسيرة تفكيري .. أمعنتُ النظرَ في ذلك البدر .. تذكرتُ أمنية نسيتها على طاولة الذكريات .. في كوخ الأحلام ..

ذهبتُ إلى هناك لأحضرها .. فلما دخلتُ وجدتُ كومة من الغبار اعتلتها .. نفثتُ الغبار من على وجهها ..

وبعد أن اتضحتْ لي رؤيتها .. وجدتُ ثمّة قفل يوصدها من كل جانب بإحكام ..

عرفتُ حينها بأن الوقتَ لم يحنْ لفتحها .. وتحقيقها من أمنية .. !

أدركتُ بأنه يتوجبُ عليّ الانتظار .. الانتظار وحَسْب .. !

عُدْتُ أدراجي إلى حيث النسيم قد تركتهُ وحيداً هناك ..

عاودنا حديثنا ومسامرتنا .. كان يُحَدّثني .. معتقداً بإنصاتي إليه ..

ولكنني في الحقيقة .. كنت أحلّقُ وحيدة في ذلك العالم .. عالم الذكريات و الأماني ..

أتذكر تلك الأمنية الموصدة ..

و أترقبّها .. =")

الأحد، 8 نوفمبر 2009

همّة تـتـوَقد ..!



في كل يوم .. ومع بزوغ فجر كل صباح .. همة بداخلي تشتعل .. وعزيمة من أعماقي تتوقد ..!

أصحو في كل يوم من سباتي عزفاً على أوتار النجاح .. وشدواً على أنغام الأمل ..

لا مكان بداخلي ولا مطرحَ لثمة ما يُقال عنه تداولاً .. (يأس) .. !

وما اليأس في قاموسي ؟!!

محض شييءٍ من الترف و التكاسل هو .. فقويُّ العزم متجددُ الإيمان لايعرف في حشايا قلبه وعقله مكاناً لمصطلح سقيم كهذا ..!

حتى أصدقاء اليأس .. نعم .. لا تعجَبْ .. فله أصدقاء .. و كم هم كُثُر ..

كلما حاولوا أن يبرحوا قلبي ويستقروا بداخله لينشروا رذاذ سمهم القذر ..

فاجأهم قلبي برفضه الصارم ..و رده الحازم ..>>

" لا مكان لأمثالكم بداخلي .. فلتبحثوا عمن يُجاريكم في قبحكم لتسكنوا إليه " .. !

هكذا أنا .. طالب العلم المثالي .. كما ينبغي أن أكون أكون ..

أسمع همساً من بين الحضور يسأل عن همتي .. !

أبشِر .. لي همة تـُناطح السحابَ تزلزل الجبالَ الرواسي ..

آفاقي ليس لها نطاق .. وطموحي لامعٌ كما البُراق ..

حينما أنظر .. دائماً ما أنظر إلى السماء .. عالياً .. أو نحو الأفق .. لأني أرقـُبُ الرفيعَ العالي الممتد ..

لا الدنيء السافل المُنقصر .. !

أقصى مُرادي في مجال طلب العلم .. ورقة بيضاء .. تـُسَـلـّمُ إليّ في آخر يوم لي في ربوع الثانوية .. كُتبَ في عرضها >>

][ متفوق .. مع مرتبة الشرف ][


وبعدها .. تبدأ رحلة أخرى من نوع فريد .. لتكمل مسيرة أختها الأولى ..

وتتوالى بعدها الرحلات .. الواحدة تلوَ الأخرى .. فالعلم لا فناءَ له ولا انقضاء ..

إلا أن يقضي اللهُ أمراً كان مفعولاً .. وتصعدَ تلك الروح إلى بارئها ..

حينها .. يبدأ ذاك العلمُ يدرّ على صاحبه جبالاً من الحسنات وهو في قبره .. !

لأنه لا انقطاعَ لفضله .. في حياة المرء وبعد مماته .. !


وتسألوني بعدها .. لمَ الهمة فيك تتوقد ؟!


---


غداً .. يبدأ خوض غمارنا لاختبارات الفترة الدراسية الأولى ..

الخطوة الأولى لنا .. على أعتاب التخرج بإذن الله تعالى ؛)

لا غنى لنا عن خالص دعائكم ..

و بالتوفيق للجميع =)